الاتزان الحقوقي في الثقافة المجتمعية

تلخيص محاضرة بعنوان 

الاتزان الحقوقي في الثقافة المجتمعية 
للأستاذة حنان العلي  تمت اعادة صياغتها بقلم ندى السالمي


بدأت المحاضرة بالحديث عن مفهوم القانون بشكل عام وهو مجموعة قواعد عامة مجردة ملزمة تنظم العلاقات بين الأشخاص في المجتمع ، وتتميز قواعده بخواص منها أنها عامة ومجردة ( تنطبق على الجميع ) وملزمة . وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمجتمع الذي يعرف بأنه : مجموعة من الناس التي تشكل النظام نصف المغلق والتي تشكل شبكة العلاقات بين الناس ، المعنى العادي للمجتمع يشير إلى مجموعة من الناس تعيش سوية في شكل منظّم وضمن جماعة منظمة ، فأي قاعدة قانونية تنشأ في مجتمع تكون مستمدة من ذات المجتمع فلا يمكن تطبيقها في مجتمع آخر وهي ماتقوم على اساسها النزاعات القانونية بشكل عام نتيجة اختلاف المجتمعات الى انه تجدر الإشارة الى أن هناك تشابه كبير بين بعض المجتمعات مايجعل تطبيق بعض القواعد القانونية سهلة ومرنة كدول مجلس التعاون الخليجي نظرًا لارتباط المجتمعات بمفاهيم دينية واخلاقية وقبلية تجمع بينهم وتجعلهم متقبلين لأي قاعدة أخرى من المجتمع الآخر . كما ان أساس المجتمع يقوم على إيجاد نطاق جغرافي يجمع أفراده ويمكن المجتمع من إشباع حاجاتهم من خلال تعزيز التكافل والتكافؤ الى أن هذه المفاهيم الآن تكاد تنعدم بالنسبة للمجتمع فتتولاها جمعيات تعرف بالنفع العام تدعوا الى الحفاظ والتعزيز عليها . 
انتقلت بعدها للحديث عن مفهوم الحرية المطلقة والتي ويقصد بها التحرك ضمن القوانين الطبيعية وإمكانية إتخاذ القرارات الشخصية والقرارات بشأن الملكية الخاصة دون قيود، كما يريد الإنسان ودون أن يطلب هذا الإنسان الحق من أحد، ودون التبعية لإرادات الغير أيضا . ويجب التنبيه أنه يستحيل تطبيقها لأن القوانين تعد قيود تنظم سير حياة الفرد بشكل عام . وعن الحديث عن الحرية في الإسلام فقد منح المسلم حريات الى انه قيدها بضوابط لا تتعارض مع الغاية والحياة ومصلحة الجماعة فلا يؤدي ذلك الى تعارض الحريات . فأصحاب المذهب الفردي هم من يتبنون مفهوم الحرية المطلقة وبذلك يدعون الى سياسة الغاب ولذلك تقوم أغلبية الدول بما تُسمى بقاعدة العصا والجزرة أي تقوم بمنح الحقوق والحريات الى انها تقيدها عندما تمس بحقوق وحريات الآخرين . فالانسان مهما بلغ من حرية لابد من تلجأ طبيعته الى رفض أمر معين ، الى انه ومن الخطير جدًا أن هناك من يستغل مفهوم الحرية المطلقة لدفع الناس الى الخروج عن القانون باعتباره نوعًا من العبودية وعدم الاستقلالية في حين أنه يتغاظى عن ذكر محاسن وجوده والتي تكمن أعلاه في المحافظة على ارواح الناس وتحقيق الأمن . انتقد أصحاب هذا المذهب والمتمسكين به بأن المجتمع يقوم على وجود الجماعة وليس الفرد ، وبالتالي لا يمكن منح الحرية المطلقة لكل فرد ليقوم بما يريده والا تحول المجتمع الى غابة تتكاثر بها أنواع الحيوانات البشرية . 
اما أصحاب المذهب الجماعي فهم من يتمسكون بوجود الجماعة والعمل على تلبية احتياجاتها وتخضع فيها لإرادتهم ، الى أنه اُنتقد ان بسببه تنتشر الفتن والظلم واساءة التصرفات باسم الجماعة . 
أما افضل المذاهب التي نشأت كردة فعل بعد وجود المذهبين السابقين الفردي والجماعي فهو مايعرف بالمذهب الوسطى والذي يجمع بين كلا منهما وتحكمه روابط معينة من أقواها رابطة الدين قبل القانون والتي نظمت الحيوات في التاريخ بمجرد معرفة التصرف الصحيح والقيام به ومعرفة التصرف الخاطئ وتجنبه . انتقلت بعدها للحديث عن مفهوم العدالة بشكل عام ويقصد بها عدم الانحياز في محاكمة أي إنسان لأي أمر، وهي رؤية إنسانیة للمحيط الذي يعيش فیه‌ کل فرد شرط أن ینظم هذه‌ الرؤیة قانون وضعي یشارك فی صياغتها الکل بعيدا عن التحکم. والعدالة عكس الظلم والجور والتطرف ,أهداف العدالة الانصاف والمساواة والتوازن وعدم التعدي وحماية المصالح الفردية والعامة . ويقصد بالعدالة الاجتماعية التوزيع العادل للثروات وأماكن العمل وفرصه، وفرص سد الحاجات المعيشية والطبيه والغذائية وماشابه . 
أما العدالة في الإسلام فهي ماترجح الكفة في ميزان العدالة والقوى في العالم ، ويقوم بها القضاة والحكام في الدول الإسلامية والذين يشترط فيهم التقوى والعلم بالكتاب و السنة والشريعة
تحدثت بعد ذلك عن كيفية تحقيق التوازن في المجتمع وذلك عن طريق عددًا من الوسائل أهمها : 
  • الإبقاء على قيم الدولة . 
  • اعطاء المجتمع القدر الكافي من الحقوق المختلفة سياسيًا واجتماعيًا ومدنيًا . 
  • منحه الاستقلالية في حدود معينة كالسكن واختيار الزوجة والمنطقة التي يعيش أو يعمل بها . 
وتتمثل العدالة والتوازن في الإسلام من خلال ماقدمت به الشريعة الإسلامية من مفاهيم موجودة في الطبيعة الإنسانية وفي واقع الناس وحياتهم والتي تتمثل في :


أولا: الدفاع عن الحياة والبقاء ضد الموت والاستئصال والذبح والتدمير. فحق الحياة حق طبيعي. وتتمثل الحياة في حياة النفس البشرية وحياة النبات والحيوان . ثانياً: الدفاع عن العقل، فالحياة هي الحياة العاقلة . والعقل هو أساس التكليف لذلك لا تكليف للصبي أو المجنون والعقل هو الفهم والعلم والمعرفة لذلك حق العلم حق طبيعي والجهل ضد حق العلم . ثالثاً: الدفاع عن الحقيقة الموضوعية العامة الثابتة التي سماها القدماء الدين أي الحقائق الإنسانية العامة مثل عدم العدوان ، والمساواة بين البشر ، وحرية العبادة . رابعا: الدفاع عن العرض والكرامة والأرض فالعرض في الثقافة الشعبية هو الأرض أيضا. فالحياة ليست فقط قيمة في حد ذاتها أو حياة عاقلة قادرة على الدفاع عن الحق بل هي الحياة الكريمة . وتشمل الكرامة الأفراد والمجتمعات والأوطان بل وكرامة التاريخ حماية له من التشويش والتشويه المقصود . خامسا: الدفاع عن الثروة والموارد الطبيعية ضد الاستغلال والاحتكار والنهب والتبذير والفقد والضياع والتدمير .

تم بحمد الله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جمعيات النفع العام في المملكة العربية السعودية

النظام القانوني في المملكة العربية السعودية

المخدرات آفة قاتلة