المخدرات آفة قاتلة


 (المخدرات آفة قاتلة) 
دورة تثقيفية 
اليوم : 
الثلاثاء ٢٦ / ٢ / ١٤٣٧هـ 
الوقت : 
ثلاث ساعات من العاشرة صباحًا وحتى الواحدة مساءً 
المكان : 
هيئة حقوق الانسان بجدة 
الحضور: 
موظفات من مختلف الجهات المعنية ( الشرطة ، مركز السموم ، هيئة حقوق الانسان ، ادارة التوجيه والتعليم بوزارة التعليم ، وزارة الشؤون الاجتماعية )
المحاضر : 
د.سناء محمد صيام من مركز السموم ، د.سوزان المشهدي من مستشفى الامل .

الوقائع : 
بدأت الدكتورة سناء الدورة بالتعريف بجهتها فمن حيث الموقع يقع مركز السموم والموجود بمدينة جدة في المحجر خلف مستشفى الملك عبدالعزيز ومن حيث جهوده فيقوم المركز بجميع الابحاث اللازمة للمواد المخدرة والسامة ويستقبل عينات فحص من المواطنين كما يشرف على تدريب طلاب الطب المنتدبين من الجامعات الاخرى ويقوم ايضًا بتقديم فحص الحمض النووي والفحص الوظيفي الذي تتطلبه بعض الجهات الحكومية وكما يختص المركز ايضًا بالطب الشرعي وتولي الفحوص للجثث التي تتحول اليهم من مراكز الشرطة والجهات الأخرى لمعرفة اسباب الوفاة وغيرها. 
تحدثت بعدها الدكتورة عن اخر دراسة قام بتقديمها المركز في عام ٢٠١٣ والتي أوضحت عددًا من النتائج حول المضبوطات المحظورة التي تصل للمركز بالاضافة الى عدد متعاطوها الذين تم عمل الفحص الطبي عليهم وقد أوضحت نتائج الدراسة ان اكثر مادة مخدرة يتم تداولها هي الحشيش واكثر مستعمليها من الفئة العمرية ٢٠-٤٥ بالاضافة الى عدد من المخدرات والمضبوطات الاخرى كالزيناكس والهيروين والكوكايين الى انها لم تكن بذات النسبة المرتفعة كالحشيش. 
استعرضت بعدها د.سناء بعضًا من أشهر المخدرات الموجودة بالعالم كالكوكايين والهروين وغيرها الى أن التركيز في الدورة كان على التنبيه بوجود مخدرات غائبة عن أعين الرقابة تعطي نفس المفعول الذي تعطيه المواد المحظورة الأخرى والتي تظهر دائما عند الفحص الشرعي بعد وفاة المتعاطي ، منها : 
- الزيناكس والريتالين والباريتسمول والذي يصرفها عادة الطبيب النفسي ويستخدم الزيناكس و الباريتسمول كمهدئ ومنوم اما الريتالين فيستخدم كمضاد للاكتئاب الى انه عدم الالتزام بالجدول الزمني لاخذهم يؤدي الى عكس النتيجة بشكل مخيف فيغلب على متعاطيهم الرغبة في الانتحار وارتكاب الجرائم واضطراب التفكير الذي يكون سببه تلف الانسجة الدماغية.
  • ادوية الكحة ، قد يبدو الأمر غريبًا بعض الشيء كون ادوية الكحة من الادوية التي لا يكاد يخلو منزل من وجودها الى انها تحتوي على مادة الكودا والتي تستخدم في صنع الحبوب والعقاقير المخدرة ، فيلجأ متعاطو المخدرات عند انعدام الأصل بالبحث عن بديل مؤقت رخيص يمكن من خلاله أن يعوض غياب المخدرات المعتاد عليها ، فيقومون بشراء العديد من الزجاجات وشربها في وقت واحد او بفترة قصيرة جدًا ، صحيح ان مفعولها لا يدوم طويلًا الى ان اخذها بجانب عدد من الادوية وخلطها مع بعض المواد يمكن أن يضاعف نتائجها الى ما يضاعف ماتؤديه المخدرات الأخرى. 
  • استكازيا وتعد من الحبوب المنتشرة في المجتمع الى أنها ذات خطر عظيم ان خالف المريض الجدول الزمني لعلاجه وتستخدم عادة الى التهدئ والتقليل من الحركة ويستخدمها اولياء الامور لاطفالهم المصابين بداء التوحد او المريضين بفرط الحركة للتحكم بافعالهم الى انها في الحقيقة تعد من الحبوب المخدرة التي يمكن ان تشل الجسم مؤقتا او تؤدي الى هلوسة غير مرغوبة يصحبها الكثير من الاعراض الخطيرة كالضيق في التنفس وغيرها، كما ان استخدامها كإبر يؤدي نفس مفعول الحبوب المخدرة لكن تكمن المشكلة العظمى في ضربها بالشريان عن طريق الخطأ والذي يؤدي الى توقف القلب عن الضخ ومن ثم وفاة متعاطيها. 
يعد ماسبق أشهر ما اعتاد المجتمع على انها علاجات الى انها تقوم مقام الحبوب المخدرة والتي يمكن أن تؤدي الى الموت في حالة اساءة استخدامها. كما اختتمت د.سناء حديثها بذكر نوع جديد منتشر على الساحة الاجتماعية وهو المخدرات الرقمية (Digital drugs) وهي عبارة عن موسيقى تحوي ذبذبات رقمية  تصل الى ٢٠٠٠و١٥٠٠ وتتلف أنسجة المخ وتشعر سامعها بالارتقاء والهلوسة كما يمكن من خلالها الاستيلاء على الجسد والتحكم فيه من خلالها وهي متوفرة مجانًا على الانترنت ويمكن الوصول اليها بسهولة ماجعل الامر خطيرًا يتطلب تدخلاً حكوميًا لتجريمها ومنعها ومعاقبة صاحبها ولذلك ندعو العوائل الى مراقبة ابنائهم وتقوية الاوازع الديني بداخلهم والتقرب اليهم والتقليل من استخدام الأجهزة الالكترونية والانترنت والتي باتت سلاحًا يمكنه هدم وخراب البيوت والعلاقات واصابة مستخدميها عند اساءة استخدامه. 
تولت بعد ذلك د.سوزان الحديث عن الادمان والذي أصبح آفة تسري في المجتمع بشكل سري وسريع وخطير يتخطف من خلاله العلاقات والعوائل ويفسد جوها واستقرارها ويكلف الدولة المال الكثير لعلاج مدمنيها. 
يعد السبب الرئيسي للادمان وجود المشاكل العاطفية وشعور صاحبها بعدم وجود من يهتم به فيلجأ بعد ذلك الى ما يذهب عنه عقله لنسيان المواقف لكن المصيبة هي أن الجسد والصحة يتضرر تضررًا يؤدي الى تعطلها الى جانب هدم استقرار الاسرة وربما ينتج عنه الايذاء الجسدي والجنسي والعاطفي ، تنبه الدكتورة على ان الادمان على شيء معين لا يمكن قطعه فجأة بل لابد من التدرج حتى يشعر العقل بالاكتفاء ومن ثم الاستغناء عن الشيء المُدمن عليه. 
كما نبهت مستشارة للعلاقات الاسرية على ان المجتمع السعودي للأسف تحكمه العبارات الاجتماعية أكثر من الاعتبارات الانسانية والذي يتمثل في رفض العائلة علاج ابنها المدمن خشية المجتمع وآرائه فيدمر ذلك حياة انسان امام نظر عائلته لمجرد خوف تلقي القيل والقال من المجتمع وهو ما يجب تنبيه المجتمع عليه فالواجب هو التكاتف والتآخي والترابط والدعم للعائلة التي تحتوي مدمنًا حتى يساهم ذلك في علاجه وزيادة رقي المجتمع ووعيه .
او قد يتم ذلك بما يسمى بالاعتماد المتبادل ومضمونه علاقة معقدة موجودة في أغلب اسر المدمنين ظاهرها محبة وعطف وستر وباطنها تدمير وهدم لكيان ذلك الانسان فمثلا تظن الأم انها تحتوي ابنها بمساعدته على شراء المخدرات وتقديم الدعم له والتغطية على اخطائه والدفاع عنه مما يؤدي الى توغله في ذلك العالم ومن ثم ضياعه . وعلاج ذلك يكون بالقسوة المناسبة فمثلا حجزه ومنعه تدريجيًا او ايداعه المستشفيات والمصحات التي تقوم بمعالجته حتى تضمن عودته فعالا لمجتمعه واسرته ونفسه.
اختتمت الدكتورة سوزان موضوعها بذكر اعراض الادمان بشكل عام والتي تتثمل في العصبية وصعوبة السيطرة على الغضب وضعف تقدير الذات والشعورر بالدونية واضطرابات القلق والارق والكآبة والصعوبة في اقامة العلاقات والمحافظة عليها والتوقف عن العمل . 
ختامًا، أنبه الاخ القارئ على ضرورة توعية الاسرة والاصدقاء والزملاء في العمل والاقارب وغيرهم بهذه الآفة الخطيرة وتحذيرهم منها بالاضافة الى زيادة الوعي الديني وضرورة مراقبة الله في السر والعلن والحذر من الرفقة السيئة والتبليغ متى ما لاحظ الشخص اي تصرفات مشبهوة على الباعة او على من يتعاطى هذه المواد المدمرة .


وصلى الله وسلم على سيدنا محمد .. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جمعيات النفع العام في المملكة العربية السعودية

النظام القانوني في المملكة العربية السعودية